responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 135

وهذا الحديث يصور مشهدا من المشاهد المرتبطة بهؤلاء، وهو لا يعني أن الجميع يكون هذا حالهم، بدليل أن هناك من لا يدفن في المقابر، وهناك من يحترق، فلا يبقى منه شيء، وهناك من تأكله السباع.. ولهذا، فإن العبرة فيه بالمعنى العام، أو بكونه يصور مشهدا من المشاهد، وليس كل المشاهد.

وقد ذكرنا هذا، لأن البعض يتشبث ببعض الألفاظ الواردة في الحديث، ثم يلغيه جميعا بسبب تلك اللفظة، وهذا غير صحيح.

ثانيا ـ البرزخ وتجليات حقيقة العمل:

بما أن البرزخ مدرسة من أهم المدارس التربوية التي يربي الله فيها عباده، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويخلصهم من رعونات نفوسهم وأهوائهم التي تسلطت عليهم، ولم يستطيعوا في الدنيا الفكاك منها، فإن تجليات حقيقة العمل، من أهم الدروس التي تقدم في هذه المرحلة.

ذلك أن المعاصي والشهوات والشبهات وكل أنواع الضلال تبرز بصورتها الحقيقية التي كان يخفيها ذلك التزيين الذي زُينت به، سواء من الشيطان، أو من النفس الأمارة بالسوء.

ولذلك عندما يكتشف الإنسان الحقيقة، ويتألم لها ألما شديدا، يساهم ذلك مساهمة كبيرة في تخليصه منها، إن كان مستعدا لذلك التخليص، وإلا فإنه يحتاج إلى دور تربوية أخرى، قد تكون جهنم من بينها.

فالإنسان بذلك بين أمرين: بين أن يسوى أموره في الدنيا، بإصلاح نفسه، والاتباع الصادق للرسل، وعدم محادة الله ورسوله.. وبين أن يترك ذلك للآخرة، والتي يرى فيها من الأهوال ما لا يمكن تصوره، لتكون هي التي تربيه، مثلما يُفعل مع الكسول الذي يحتاج إلى التأنيب، أو المجرم الذي يحتاج إلى العقاب.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست