اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 126
الدنيا
ولا أهوال الآخرة، وذلك ممن يَشفع ولا يُشفع له.ومؤمنٌ كخامة الزرع،تعوجُّ أحياناً
وتقوم أحياناً، فذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة وذلك ممن يُشفع له ولا
يَشفع)[1]
وفي
رواية: (ومؤمن زلت به قدم، فذلك كخامة الزرع كيفما كفأته الريح انكفأ، وذلك ممن
تصيبه أهوال الدنيا والآخرة، ويشفع له وهو على خير)
ويدخل
في هؤلاء من يسميهم القرآن الكريم [المقتصدين]، والذين وضعهم الله تعالى ضمن أصناف
المؤمنين المتبعين لورثة الكتاب: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ
مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ الله ذَلِكَ هُوَ
الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]
ويدخل
فيهم أولئك الذين وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا
بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى الله أَنْ
يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 102]
وما
ورد في النصوص المقدسة يشير إلى أن نعيم البرزخ بصورته الكاملة الجميلة لا يناله
إلا المقربون، أما أصحاب اليمين، فنعيمهم أقل بكثير، بل قد يختلط نعيمهم ببعض
العذاب الناتج عن تقصيرهم في الطاعات أو قيامهم ببعض المعاصي، كما سنرى ذلك في
المبحث الثاني.
ولهذا،
فإن هؤلاء، وإن نعموا بالسلام في هذا المحل، إلا أنهم لم ينعموا بالفوز الحقيقي
الذي جعله الله للمقربين الطيبين، ولهذا يتحول البرزخ لهم إلى مدرسة تستمر فيها
تربيتهم وإصلاحهم حتى يتخلصوا من تلك الرعونات التي كانت تختلط مع أعمالهم الصالحة.
وتبدأ
تلك الدروس التربوية والتصحيحية من لحظات الموت نفسها، فشعور هؤلاء