responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 96

وأما الثاني.. فاحذر أن يخالف جدك هزلك، فإن ذلك مثل أكلك للطعام الذي يضرك.. والشراب الذي يؤذيك.. ولذلك جنب هزلك الحرام والشبهات، واحرسه بحدود الشرع، فما جعل الله دواء راحتك فيما حرم عليك.

واعلم يا بني أن الشيطان إن لم يطق أن يوسوس لك في جدك، فإنه يطيق أن يوسوس لك في هزلك، فاحذر أن تدع له الفرصة لذلك، فإن قوما من الناس راحوا يستمعون إلى وساوسه، فحول دينهم لهوا ولعبا.

وقد ذكر الله تعالى ما قاله موسى عليه السلام لقومه حين خلطوا لهوهم ولعبهم بدينهم، فقال: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (البقرة:67)

بل إن الله تعالى حذرنا من اتباع سبل أولئك المستهزئين بدين الله، الذين راحوا يستعملونه مادة للضحك واللعب، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أو تُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أو لِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} (المائدة:57 ـ 58)

وأخبر عن المصير الذي أعده لهؤلاء المستهزئين، فقال: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً} (الكهف:106)

لا تحسب أن هذا خاصا بأقوام الأنبياء، بل هو عام في كل العصور.. فأنت ترى تلك الأساطير التي وضعت في حق الأنبياء لتشوه حياتهم وقيمهم ودينهم، ولم يكن القصد منها إلا اللهو واللعب، وقد قال تعالى محذرا منها: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [لقمان: 6]

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست