responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 9

الحکمه

سألتني ـ بني ـ عن الحكمة، ونعم ما سألت عنه.. فالحكمة ثمرة كل علم، ونتيجة كل بحث، وخلاصة كل فكر.. ومن لم ينل من علمه وبحثه وفكره الحكمة، لم ينل شيئا.. وكان كالذي زرع ولم يحصد، أو حصد ولم يأكل.

فإن أردت أن تحصل عليها، فاشحذ ذهنك، ونشط عقلك، واستعمل كل ما آتاك الله من لطائف.. فالحكمة لا ينالها الكسالى، ولا يتحقق بها المقعدون.. بل هي هدية الله للذين أعملوا عقولهم ولم يعطلوها، وأعملوا جوارحهم، فلم تقعد بهم عن أي خير.

والحكمة ثمرة التأمل العميق الذي لا يستسلم صاحبه لأي هوى، ولا يجري مع أي نزغة، بل يتثبت ويتأنى، إلى أن يظهر الحق.. فلكل حق علامات، ولكل باطل رايات.. ولا يمكن للحكيم أن يستسلم لأي راية، ما لم ير علائم الحق عليها.

والحكمة ثمرة التجربة والتواصل والتعارف والحوار.. فالحكيم ليس ذلك المستكبر الذي لا يقنع إلا بما عنده، بل هو الذي يستفيد من كل رأي، ويضم إلى عقله كل العقول، فلا يقع فيما وقع فيه غيره من الشباك، ولا يلدغ من نفس الجحور التي لدغوا بها.

والحكمة ثمرة الإخلاص والصدق، ذلك أنها هبة من الله، والله لا يهب فضله إلا الصادقين المخلصين الذين تخلصوا من كل أنانياتهم وأهوائهم، فصاروا رموزا للحق، ومصاديق للهدى، ومنارات للسراط المستقيم.

والحكمة ثمرة المحبة.. ذلك أنك لن تصل للحق ما لم تحبه.. فالحب هو الذي يجعلك مثل تلك الصفحة البيضاء التي تتقبل كل ما يكتبه عليها الحبيب.. والله

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست