responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87

وتلتف حوله، وتقحمه النار.

وهكذا صور القرآن الكريم صورة الذين يكنزون الأموال، ويحرمون الخلق من الانتفاع بها، فقال: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34، 35]، فالآيات الكريمة تدل على أن الذهب والفضة التي بخل بها أصحابها في الدنيا، وكنزوها، هي التي تُكوى بها جباه المكنزين وجلودهم وظهورهم.

وهكذا، فإن كل الحيات والعقارب والسموم والمفازات.. وكل ما ورد في أهوال جهنم ليس سوى ثمرة لتلك البذور التي غرسها أصحابها في نفوسهم، فتحولت عن إنسانيتها.. وغرسوها في دار الأبدية فتحولت إلى تلك الصور التي تتناسب مع نفوسهم.

ومثل ذلك النعيم الذي جعله الله للذين جاهدوا نفوسهم في الله، وقطعوا كل أشجار الرذائل، وغرسوا كل أشجار الفضائل.. فإنهم لا ينعمون فقط بتلك النفوس المطمئنة الطيبة، وإنما ينعمون معها أيضا بذلك النعيم العظيم الذي يتناسب مع نفوسهم، فالطيبون للطيبات.. والخبيثون للخبيثات.

فاجتهد يا بني أن تعبر من حديقة بيتك .. لتعمر حديقة نفسك.. واجتهد لتعبر حديقة نفسك إلى عمارة تلك الحدائق الغناء التي سترحل إليها في رحلة الأبد.. وعندها ستجد الأزهار التي لا تذبل.. والثمار الدانية التي لا تنقطع.

واعلم يا بني أن رحلتك في هذه الدار أقصر من أن تضيعها في الجدل، أو في المراء، أو في الريبة.. فسارع .. ففي كل نفس من الأنفاس من المكاسب ما لا يمكن لعقلك تخيله.. وفي كل نفس من الأنفاس ما يمكنك أن تبني به عز الأبد.

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست