responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 59

البصیره

أعلم ـ يا بني ـ أنك صادق ومخلص، وأنك لم ترد بحركتك رياء ولا سمعة، ولا جزاء ولا شكورا.. وأعلم أنك ضحيت بالكثير من أجل تلك الحركة..

ولكن كل ذلك لا يكفي ليجعل من عملك عملا صالحا، ولا يكفي لأن يضعك في عداد الصالحين..

فأنت مهما بذلت من جهد، وقدمت من تضحيات، فلن تكون كأولئك الرهبان الذين زج بهم الخوف إلى الجبال، وراحوا هناك يجاهدون أنفسهم بكل ألوان المجاهدات، ويقمعونها بكل ألوان القمع.. لكنهم مع كل ذلك الإخلاص والصدق والتضحية .. كانوا من الضالين، لا من المهتدين.

ولم يكن ذلك بسبب نقص إخلاصهم ولا صدقهم، وإنما كان بسبب نقص بصيرتهم.

فلذلك أنت محتاج في كل حركة تقوم بها إلى البصيرة.. حتى لا تتخطفك شياطين الإنس والجن، لتزج بك في كل المهالك.

ولا تكتفي بذلك، بل تذهب إلى ما في قلبك من طهارة لتملأه بالدنس.. وتذهب إلى ما في نفسك من النقاء، لتملأه بالأحقاد.

تأمل كل من حولك، لترى كيف تتلاعب الشياطين بهم، لا بإخلاصهم وصدقهم، فالكل يزعم لنفسه الإخلاص والصدق.. ولكنها تتلاعب بتلك المنافذ التي يرون من خلالها الحقائق، حيث تحولها في أعينهم إلى الصورة التي يرغبون، لا إلى الصورة التي هي عليها.

لا تحسب أني أدعوك بهذه الوصية إلى السكون والنوم والكسل.. فمعاذ الله أن

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست