responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36

هذه نصيحتي إليك، ولأن تلقى قوما يخوفونك حتى تجد الأمان، خير من أن تلقى قوا يؤمنونك حتى تجد المخافة..

فاعمل صالحا ـ يا بني ـ في دنياك، واستغفر الله من التقصير، وخذ العبرة بذلك الطاهر الذي قدم كل شيء لله، لكنه عندما سأل الله في عرفات قال والدموع تنهمر من عينيه: (يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، صل على محمد و آل محمد، وأسألك اللهم [إلهي] حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك فكاك رقبتي من النار )[1]

ولا تكن كأولئك المغرورين الذين وزعوا على أنفسهم وأصحابهم قصور الجنة وجنانها وأنهارها، ووزعوا على أعدائهم دركات جهنم وحرها وزمهريرها، من غير سلطان، سوى تلك الادعاءات الكاذبة والأماني الزائفة.

وقد أخبر الله تعالى عن انكشاف الحقيقة لهم في الآخرة، فقال: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)} [ص: 62 - 64]

هذه وصيتي ـ بني ـ إليك، فاحفظها.. فهي ليست سوى شرح لكلمات ربك المقدسة، والتي وضع رسول الله a قانونا جامعا لها، فقال: (الكيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه وهواها وتمنى على الله الأماني)[2]


[1] من دعاء الإمام الحسين في عرفة، إقبال الأعمال ص : 52.

[2] سنن الترمذي 4/219 ح(2459)

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست