ولا تكن كأولئك
المغرورين الذين وزعوا على أنفسهم وأصحابهم قصور الجنة وجنانها وأنهارها، ووزعوا
على أعدائهم دركات جهنم وحرها وزمهريرها، من غير سلطان، سوى تلك الادعاءات الكاذبة
والأماني الزائفة.
وقد أخبر الله
تعالى عن انكشاف الحقيقة لهم في الآخرة، فقال: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى
رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا
أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ
النَّارِ (64)} [ص: 62 - 64]
هذه وصيتي ـ بني
ـ إليك، فاحفظها.. فهي ليست سوى شرح لكلمات ربك المقدسة، والتي وضع رسول الله a قانونا جامعا لها، فقال: (الكيِّسُ من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،
والأحمق من أتبع نفسه وهواها وتمنى على الله الأماني)[2]
[1]
من دعاء الإمام الحسين في عرفة، إقبال الأعمال ص : 52.