responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 164

وقال مخاطبا أولئك الجبناء الذين قعدوا عن مواجهة الباطل، واستسلموا للدنيا وأهوائها: (إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها، واستمرت جدا ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقا حقا، فاني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما، وإن الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون) [1]

هذا هو سيد شباب أهل الجنة.. وهذا هو أسوة الصالحين الذين لا ترهبهم الجحافل ولا الجيوش ولا القوى العظمى، ولا القوى الصغرى.. ولا يخافون لومة لائم عند قولهم للحق، وصدعهم به.

وهذه العزة الحقيقية يا بني.. وكل من استعز بغيرها ذل.. فلذلك لا تنحني أمام المتكبرين.. ولا تذل نفسك للمترفين.. فإن ربك هو الأكبر.. ولن يزيدك تملقك وتذللك لهم إلا مهانة.. ولن يذيقوك بإهانتك لنفسك بين أيديهم إلا ألوان الخسف والذلة.

أما أولئك الذين يذكرون أنهم يتواضعون بذلك، فهم واهمون، وقد ورد في الحديث عن رسول الله a: (من تواضع لغني لأجل غناه ذهب ثلثا دينه) [2]

وروي أن بعضهم سئل عن التواضع، فقال: (هو التكبر على المتكبرين)

وروي أن سليمان بن عبد الملك أتى طاووساً فلم يكلمه فقيل له في ذلك، فقال: (أردت أن يعلم أن في عباد الله من يستصغر ما يستعظم ذلك من نفسه)


[1] تاريخ الطبري 3: 307.

[2] رواه البيهقي في الشعب المقاصد الحسنة (ص: 639)

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست