responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 158

في وصفهم: { لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } [التوبة: 108]

ويكفيك من هذه الآية الكريمة حب الله للمتطهرين.. وحب الله أعظم الهدايا، ولا جائزة يجازى عليها الإنسان مثل حب الله له.. وهي مقدمة لكل فضل، وباب لكل خير..

بل إن الله تعالى أمر رسوله a، وفي أول أيام البعثة بالحرص على طهارة ثيابه، وقرن ذلك بأوامر عظيمة من الدين، فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)} [المدثر: 1 - 7]

اقرأ هذه الآيات، وتمعن فيها.. وستجد فيها أن الطهارة التي أمر بها الله تعالى ليست طهارة الثياب فقط، بل هي طهارة ترتبط بكل حقائق الإنسان ولطائفه.. فليس طاهرا من اكتفى بتطهير ثيابه، وترك عقله مملوءا بالجهل والدجل والخرافة.

وليس طاهرا من طهر ثيابه، وترك نفسه مملوءة بالحسد والحقد والكبرياء والغرور، وكل العقد النفسية.

وليس طاهرا من طهر ثيابه، وترك قلبه أسيرا في أيدي أهوائه وشهواته تقلبه كيف يشاء، وتجعله طريحا في مستنقعاتها الأسنة.

وليس طاهرا من طهر ثيابه، ثم ترك جوارح روحه ممتلئة بالقاذورات والنجاسات، التي تجعله منبعا للروائح الكريهة المنتنة.

فليس طاهرا من ترك لسانه يعبث في أعراض الناس، وينشر الإشاعات بينهم.. ولا من ترك لرجله حرية الحركة لتسير في كل ما يحلو للهوى دعوته إليه.. ولا من ترك ليده حرية البطش لتنفذ مآرب غضبه.

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست