responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 129

يدخله بتدرج.. فيبدأ معه مشوار الانتكاسة بأمثال تلك المشاهد.. ثم لا يزال يضيف لها أمثالها إلى أن يصبح المعروف منكرا، والمنكر معروفا.

لذلك كان الورع يا بني في ترك كل تلك الفنون الممتلئة بالمجون.. والبحث عن الفنون الملتزمة المراعية للآداب والأخلاق والقيم الرفيعة.. وهي لا محالة موجودة.. فيستحيل على الشر أن يتفرد وحده..

وإياك يا بني أن تقع فريسة فيما يقع فيه أولئك المطبلون للرذيلة، حين يكرمون كل فنان أو أديب لا يراعي الأخلاق والآداب في أعماله، فيشجعونه، ويعطونه الجوائز الضخمة، لتنتشر أفكاره بتلك الدعاية التي تنطلي على من يريد الشيطان أن يغويهم.

فهم لا يفعلون ذلك حبا فيه، ولا تعظيما له، وإنما ليسنوا من خلاله كل السنن السيئة.. فلا تسمع لهم.. ولا تتبع أهواءهم.. ولا تدعهم يقررون لك الحقائق.. ولا تدعهم يميزون لك بين الجيد والرديء.. فهم ليسوا أهلا لذلك.. فمن يتبع هواه يستحيل عليه أن يميز بين الحق والباطل، والجميل والرديء.

وقد ذكر القرآن الكريم نماذج عن أولئك الذين كانوا يسخرون من القرآن الكريم، وقصصه، ويدعون إلى قصص أكثر إثارة وغرابة، فقال: { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 31]

أنا لا أدعي يا بني أنهم يتعمدون ذلك.. أو أنهم لا يعبرون عن أذواقهم فيها.. فهم يعبرون عنها.. ولكن أذواقهم فيها أذواق منتكسة، فمن أدمن على الباطل صعب عليه أن يشرب من نبع الحقيقة، وقد قال تعالى عن أمثالهم من أهل الجاهلية الأولى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ

اسم الکتاب : هكذا تكلم لقمان المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست