responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 84

لا تبحث عن رضى الناس

أيها الرفيق العزيز.. رأيتك قبل فترة قريبة تطالع كتابا عن كيفية كسب الأصدقاء.. وهو كتاب جميل، وفيه أفكار كثيرة طيبة، أنصحك وأنصح نفسي بالتزامها، فالمؤمن ـ كما قال a ـ (إلف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)[1] وقال: (إن أقربكم مني مجلساً أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون)[2]

لكني رأيتك ـ في سلوكك وعلاقاتك ـ تأخذ الكتاب بكل ما فيه، ولا يصح أن تفعل ذلك، فالكتاب من تدوين بشر يصيب ويخطئ، والعاقل هو الذي يميز بين الصواب والخطأ، ويمد يده إلى الورود، ويتجنب الأشواك التي تحيط بها، فقد تكون أشواكا سامة.

وهذا ما دعاني إلى كتابة هذه الوصية إليك، وإلى نفسي قبلك.. فقد رأيتك تستعمل أساليب في المداراة والألفة لا يجوّزها العقل، ولا الشرع، ولا حتى أولئك الذين تريد أن تصادقهم، ولو على حساب الحقيقة.

فالحقيقة هي الصديق الأول الذي عليك أن تصاحبه، وتدمن على صحبته، وتجعلها رفيقك الدائم في كل مجلس تجلس فيه، أو أي محل تذهب إليه.. ذلك أنها تمثل الحق سبحانه وتعالى.. وهو أول صاحب، وأعظم صاحب، وأدوم صاحب، وأرحم صاحب، وأجمل صاحب.. فكيف تحاول إرضاء غيره بإسخاطه؟.. وكيف تريد أن تكسب غيره، وتخسره؟

ألا تعلم ـ أيها الرفيق العزيز ـ أني وإياك ممتحنان في هذه الحياة الدنيا بمثل هذه


[1] رواه أحمد (2/ 400) وفي (5/ 335)، الفردوس للديلمي (4/ 77) برقم (6549)

(8) الموطئون أكنافا: الأكناف جمع كنف وهو الجانب والمراد الذين يلين جانبهم لإخوانهم..

[2] رواه الترمذي (2018) ، وقال: حديث حسن، وصححه ابن حبان (1917)

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست