responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 82

ذكر بها المنافقين وكونهم يتصورون أنهم مع جرائمهم من الصالحين، لدلك ذلك على الموازين الشرعية التي تزن بها الأعمال والمواقف، لقد قال الله تعالى في وصفهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} [البقرة:11]، وهكذا هؤلاء الذين ملأوا الأرض فسادا، لكنهم بدموعهم يخدعونك ويخدعون الجماهير بالظهور بمظهر الصالحين.

وهكذا قال تعالى في الذين بنوا مسجد الضرار، وما أكثر مساجد الضرار التي بنيت في تاريخ وجغرافية المسلمين: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة:107]

وهكذا قال تعالى في حق تلك الخدع التي يخدعونك ويخدعون الجماهير بها: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة:9].

وهكذا نبهنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إلى أن العبرة ليست بتلك الحركات التمثيلية التي قد تؤدى في الصلاة وغيرها، وإنما العبرة بالسلوك الأخلاقي الذي يشمل الحياة جميعا؛ فقال: (يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليست قراءتكم الى قراءتهم شيئا، ولا صلاتكم الى صلاتهم شيئا، ولا صيامكم الى صيامهم شيئا، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية)[1]، وقال: (يرث هذا القرآن قوم يشربونه شرب اللبن، لا يجاوز تراقيهم)[2]

أظن أن هذه النصوص المقدسة كافية ـ أيها الرفيق العزيز ـ لتراجع نفسك، وتراجع مواقفك، حتى لا تُحشر مع الظلمة الذين تدافع عنهم كل حين، وتنسى أولئك


[1] رواه مسلم وابو داود وابو عوانة.

[2] رواه أبو نصر السجزي في الابانة والديلمي..

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست