responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 57

لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]

وهكذا قال يعقوب عليه السلام لأبنائه الذين عاقبوه سنين طوالا بإبعاد ابنه الحبيب عنه، فقد قال: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [يوسف: 98]

بل هكذا قال يوسف عليه السلام لإخوانه الذين رموه في البئر، وأرادوا قتله، وجعلوه يتعرض للعبودية والسجن سنين طويلة، ومع ذلك، وبمجرد أن اعترفوا بجرائمهم، وقالوا: {تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} [يوسف: 91]، رد عليهم بكل هدوء وأدب ولطف ورحمة: { لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92]

وهكذا كان الأنبياء والأولياء والأصفياء.. أصحاب النفوس الطاهرة، الذين لا تعرف قلوبهم الأحقاد، ولا ألسنتهم البذاءة..

أما أنت ـ أيها الرفيق العزيز ـ ومن معك، فلم تكونوا في ذلك الحين في معبد الله، وإنما كنتم في معبد الشيطان.. وتلك الدموع التي جرت على خدودكم، لم تكن صافية كدموع الخاشعين، وإنما كانت دموعا ملطخة بقاذورات النفس الأمارة، وهي لذلك أشبه بمياه المصارف الصحية منها بدموع المتقين.

لذلك عليكم أن تغسلوا مآقيكم وخدودكم ووجوهكم من تلك النجاسات التي لطختها.. ولا تكتفوا بذلك، بل اذهبوا إلى منبع تلك العيون فطهروه، حتى لا تتلطخ أرواحكم وقلوبكم وحقائقكم.

ولا تغرنكم تلك المظاهر التي تظهرون بها، فقد أخبر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن أشد الناس قسوة وأبعدهم عن الله أولئك الذين وصفهم؛ فقال: (سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقرؤون القرآن،

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست