responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 178

لا تسمهم علماء.. فهم قطاع طرق

أيها الرفيق العزيز.. هل تحسب أن كل أولئك الذين تتحدث عنهم بإعجاب شديد علماء؟.. وهل يمكن للعالم أن يكون له كل ذلك الحرص على الدنيا، وكل ذلك الوقوف على أبواب الأمراء؟.. وهل يمكن للعالم أن يتتبع الفتن، لا لإخمادها، وإنما لإشعالها، وإضافة المزيد من الحرائق إليها؟

أعلم أنك ستصرخ في وجهي مثلما يصرخ أولئك المفتونون بهم، وبتلاعبهم بالألفاظ، واحتيالهم على العقول، واستخدامهم لكلمات ربهم المقدسة وشاحا يغطون به جرائمهم، وطلاء يسترون به قبحهم، وعطرا يسترون به نتنهم.

لكني لن أرد عليك بنفسي، أو بكلماتي، فهي أدنى من أن يكون لها معنى، ولكني أذكرك بقوله a: (لأنا من غير الدّجّال أخوف عليكم من الدّجّال) فقيل: وما ذلك؟ فقال: (من الأئمّة المضلّين)[1]

بل أذكرك بقوله تعالى عن أولئك العلماء من أهل الكتاب الذين يضلون الناس، ويتاجرون بالدين، ويتلاعبون بالفتاوى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التوبة: 34]؛ فهذه الآيات كما تنطبق على أحبار ورهبان أهل الكتاب تنطبق على أحبار ورهبان هذه الأمة.

لقد أخبر رسول الله a عن ذلك، فقال: (لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم شبرا شبرا، وذراعا ذراعا حتّى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنّصارى؟. قال: (فمن؟))[2]


[1] رواه أحمد.

[2] البخاري- الفتح 13 (7320)

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست