responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 72

لینین

تركنا أتاتورك منشغلا بثيابه وقبعته يريد تمزيقها، وسرنا قليلا، فلمحنا رجلا أشبه بتمثال.. ولكنه تمثال مقيد بقيود كثيرة.. لا يتحرك منه إلا لسانه.. وفوق هذا كانت النيران تحيط به.. فيحمر الطين الذي صنع منه تمثاله كما يحمر الفخار إن قرب من النار.

امتلأت رعبا من هذا المشهد، فسألت صاحبي عنه، فقال: هذا مثال المستبد الذي لم ينشغل في حياته إلا بصناعة تماثيله.. ولم يقدم لرعيته إلا صنم ذاته ليعبدوه، ويسجدوا له.

قلت: كلهم يفعلون هذا.. فمن هو من بينهم؟

قال: هذا الذي أراد أن يزاحم الله..

قلت: كل المستبدين أرادوا أن يزاحموا الله.

قال: أما هذا.. فصرح في الوقت الذي لمحوا.. وأبان في الوقت الذي أخفوا..

قلت: فمن هو؟.. لقد شوقتني إلى معرفته..

قال: هو أشخاص كثيرون.. لكنهم اجتمعوا في هذا.. وقد أذن له أن يحدثك.. فسله ما بدا لك.

اقتربت منه.. وقلبي يرتجف رعبا، وقلت: من أنت؟

قال: أنا لينين.. وكنت أسمى حيام غولدمان.. ولدت في أبريل سنة 1870م من أب يهودي ألماني اسمه (ايلكوسرول غولدمان).. أما أمي فيهودية اسمها (صوفيا غولدمان).. وقد عرفت فيما بعد باسم (فلاديمير ايليتش أوليانوف).

بدأ أمري بعدما أعدم أخي (الكسندر أوليانوف) في تهمة اغتيال امبراطور روسيا سنة (1881م) (اسكندر الثاني)، وقد كان لإعدامه أعمق الأثر في نفسي، مما جعلني أفكر بالإنتقام من الشعب الروسي، بل من كل البشر.. الانتقام هو بداية أمري.

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست