اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 70
الكريم عن أنظار موظفي الدولة، ونشطت الصحافة في نشر
الابتذال في الأخلاق والإستهزاء بالدين، فانتشرت كتب الإلحاد وحلت محل كلمات
(الله، الرب، الخالق، الإسلام) كلمات (الطبيعة، التطور، القومية التركية) وغيرها من المصطلحات البديلة.
أما المعلمون
والمدرسون فقد راحوا ـ خوفا مني أو تصنعا ـ يحاولون مسح كل أثر إيماني من قلوب
الطلاب الصغار إذ أصبحوا يلقنونهم الفلسفة المادية وإنكار الخالق والنبوة والحشر..
وسعت السلطة الحاكمة آنذاك بتسخير جميع إمكانياتها وأجهزتها وقوتها ومحاكمها إلى
قطع كل الوشائج والعلاقات التي تربط هذه الأمة بدينها ونزع القرآن من قلوبهم، حتى
أنها قررت جمع المصاحف من الناس وإتلافها، ولكن لما رأوا صعوبة في ذلك خططوا لكي
ينشأ الجيل المقبل نشأة بعيدة عن الإيمان والإسلام فيتولى بنفسه إفناء القرآن.
قلت: فهل
ألجم الخوف رعيتك عن الثورة عليك؟
قال: إن أي
قرار كنت أصدره، كان يحدث ثورة في المجتمع، وكنت أسارع بكل ما أوتيت من بأس
لإخمادها.. بل إني أحيانا أستفز الناس بقراراتي ليثوروا لأقتل كل من يحمل بذرة من الصلاح..
ليخلو الجو لهدفي الأكبر.. غرس الإلحاد.
قلت: أكان
هدفك الأكبر هو غرس الإلحاد؟
قال: أجل..
ولم يتفطن لهذا الهدف.. أو بالأخرى لم يسع بذكاء منقطع النظير لمواجهته إلا ذلك
العدو اللدود ( بديع الزمان النورسي)
قلت: وغيره؟
قال: كثير
منهم انشغلوا بفروع قراراتي عن مقاصدها.. فسقطوا في هوة الاستفزاز.. تصور ـ مثلا ـ
أن علماء كثيرين وأدباء أجلاء آثروا تركوا البلاد على لبس القبعة.. وقد حدثت حينها
ثورات ضدي في أنحاء مختلفة من البلاد ففي سنة 1925مثلاً حدثت: في سيواس في 14
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 70