responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 62

ليبقوا بلا قوة ولا تأثير‌)[1]

قلت: فكيف طبقوا سياسة التفريق؟

قال: تفاصيل ذلك كثيرة.. وستعرفها في حصون الوحدة.. ولكني سأخبرك على ما يرتبط منها بخبري..

لقد أنشأنا عصبة ليس لها من هم إلا تنفيذ خططنا.. وبعد صراع مرير مع الخليفة ـ وقفت فيه كل القوى الدخيلة والعميلة ضده ـ انتصرنا وأقصينا عبد الحميد عن الخلافة بالقوة.. واخترنا بدله سلطاناً جديداً لم يكن يساوي في نظرنا إلا أحد البابوات المؤقتين.. لقد رأينا حينها أن المناخ لم يتهيأ بعد لإلغاء منصب الخلافة.. فلم يكن من الحكمة أن نستعجل بإلغائها.

قلت: وما فعلتم مع فكرة الجامعة الإسلامية التي كانت منتشرة في ذلك الحين؟

قال: لقد أبطلناها، ووضعنا البديل لذلك بفكرة القومية الطورانية معلنين أن حركتنا تهدف إلى تتريك الولايات العثمانية.. ولم نكن نقصد بذلك إلا تهييج العرب الذين سرعان ما تعلقوا ببريطانيا، كعادتهم في مد أيديهم لأعدائهم، ووضعوا مستقبلهم في يد عميل المخابرات لورانس منادين هم أيضاً بالثورة العربية والقومية العربية.

ثم أعلنا الدستور، ذلك الصنم الذي جعل دعايتنا العريضة أعظم الغايات، وجاء الدستور معبراً عن أهدافنا اللادينية إذ رفع شعارات الماسونية، وشدد على الحرية الدينية، وعطل عمل المحاكم الشرعية باسم الاصلاح والتقنين، مما أتاح الفرصة لأعداء الإسلام كي يتمكنوا من العمل بكل حرية ونشاط.

قلت: لا زلت تحدثني عن العصابة التي نشأت فيها.. فحدثني عنك.


[1] ‌جذور البلاء : ص 202.

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست