responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60

التي ورثوها من أسلافهم.

قلت: كثير يفعل هذا.. فمن هو من بينهم؟

قال: رأسهم المفكر، وأسوتهم السيئة، وزعيمهم الذي لا ينازع.

قلت: أراك تحوم حول رجل أعرفه.. وترك وراءه من الخراب ما لا نزال نعاني منه.

قال: أجل.. هو ذلك الرجل..

قاطعته قائلا بصوت مرتقع، وكأني أريد حل لغز: إنه أتاتورك..

صاح الصوت الخبيث: من يناديني.. أنا أتاتورك.. أنا خليفة مخلص من خلفاء فرعون.. لقد نصبت نفسي إلهاً من دون الله، أشرع للأمة كما أشاء.. لفقت قانوناً فريداً يتكون من القانون السويسري والقانون الإيطالي وغيرهما، وأكملت الباقي من عندي.. لقد عزلت الله لأبقى وحدي.. لقد كنت أصيح بملء في :( نحن لا نريد شرعاً فيه قال وقالوا، ولكن شرعاً فيه قلنا وتقول)[1]

وفي جلسة في مجلس النواب وقفت قائلاً :( إن التشريع والقضاء في أمة عصرية يجب أن يكونا عصريين مطابقين لأحوال الزمان لا للمبادئ والتقاليد)

وقد عقب علي حينها هامان.. وزير عدلي قائلا :( إن الشعب التركي جدير بأن يفكر بنفسه بدون أن يتقيد بما فكر غيه من قبله، وقد كان كل مادة من مواد كتبنا القضائية مبدوءة بكلمة قال المقدسة، فأما الآن فلا يهمنا أصلاً ماذا قالوا في الماضي، بل يهمنا أن نفكر نحن ونقول نحن) [2]

وعندما اعترض علي مرة أحد القانونيين بقوله :( إن هذا النظام الذي تريدون وضعه لا يوجد في أي كتاب للقانون) قلت له بكل قوة:( إن النظم ليست إلا أشياء وأمورا تكيفت


[1] حاضر العالم الإسلامي : 3/ 343 .

[2] المصدر السابق : 3/ 344 ، 345 .

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست