responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12

شد سمعي صوت قبيح يفوح بكل ألوان الألم، فرفعت بصري لأرى من يخاطبني، فرأيت منظرا لا يمكنني ـ مهما حاولت ـ وصفه.

قلت: من أنت؟.. فإن لك من القبح ما يصرف الأبصار عنك.

قال: هذا جزاء موافق لجرائمي.. فقد كنت ظالما مستبدا، ولم أكتف بذلك، بل رحت أزاحم الله ألوهيته.

قلت: من أنت أولا؟..

قال: أنا فرعون.. عدو السلام الأول.. أنا المستبد الذي حارب الله، واستهزأ به، وأراد أن يطلع عليه.. أنا الذي صحت بملء في :﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (النازعـات:24)

وليتني اكتفيت بذلك، بل رحت أسوم عباد الله الخسف، وأذيقهم الهوان.. لقد حاربت رسل الله الممثلين في موسى وأخيه بكل صنوف المحاربة.

ولم أكتف بذلك، بل رحت أحارب أقرب الناس إلي، زوجتي التي أرسلها الله وزيرا صالحا يعينني، لكنني أبيت إلا أن أسيمها الخسف الذي لا أزال أتجرع آلامه.

قلت: وليتك اكتفيت بذلك.. بل رحت تحارب علماء قومك الذين عرفوا الحق فاهتدوا به.

قال: أجل.. أذكر ذلك، وأتألم له، لقد قلت حينها بكبريائي الذي لم يكن يعرف الحدود: ﴿ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى ﴾ (طـه: 71)

لقد كنت أتصور أنه لا ينبغي لأحد أن يفكر أي تفكير قبل أن آذن له، ولم أكن آذن

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست