اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101
قلت: حدثني عن سرك الذي قيدك بهذه القيود.. وأخبرني
عن أعماقك التي زجت بك إلى هذه الأوكار.
قال: حديثي
طويل.. فأنا من أمة لم تكن ترى إلا نفسها.. كنت سليل عائلة ملكية تبدأ من الذين
أبادو الهنود الحمر.. وخطفوا العبيد من أركان الأرض.. وتنتهي إلي.. أنا الذي حافظت
على سننهم، فأبدت أمما من أمم الأرض.. وخطفت جميع شعوب العالم..
قلت: عرفت
قومك..
قال: ومن لا
يعرفهم.. كلهم يعرفونهم.. هم الذين زجوا بي في هذه الأوكار.. كانت بطونهم لا تشبع..
ولم يكن يرضيهم إلا أن أختطف لهم خبز الفقراء، وأسقيهم دماءهم.. لقد كانوا يحبونني
حبا جما.. وكانت شعبيتي تزداد كلما أرقت لهم المزيد من الدماء.. وقدمت لهم بكثير
من الخبز.
قلت: فمن
أنت؟
قال: لن تعرفني حتى تعرف سلفي.. فقد كنت شر خلف لشر
سلف.
قلت: عرفت أنهم الذين أبادوا الهنود الحمر وخطفوا
الأحرار وحولوهم عبيدا..
قال: لا أقصد هذا..
قلت: فما تقصد؟
قال: سلفي الذين كانوا يسكنون البيت الذي كنا نسميه
البيت الأبيض.. ولم يكن بياضه إلا ستارا حائلا للسواد الذي تمتلئ به قلوبنا.
قلت: أتريد أن تحدثني عن جميع رؤساء قومك؟
نفاق:
قال: لا أريد
أن أحدثك عن التاريخ.. ولكني أريد أن أحدثك عن المبادئ.. فجذور
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101