responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفرح المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58

بإضفاء السكينة على قلوبنا وعقولنا لنراجع ذواتنا ونراجع الكون من حولنا ونراجع الحقائق التي ينطق بها هذا الكون، لأن الفرح ريح عاصف تقلع أشجار الفكر من عقولنا، ونشوة غامرة قد تلمس القلوب لمسا رقيقا وقد تجرحها فتصير كالمرآة المخدوشة تتشوه في عينها صور الأشياء.

أكثر ما ورد في القرآن الكريم من مادة زين ـ والتي تكررت في القرآن الكريم في ستة وأربعين موضعا ـ ورد بصيغة فعّل المشددة التي تعني أن هناك أطرافا ثلاثة ترتبط بالزينة هي: الزينة والمزين و المزين له، والقرآن الكريم تحدث عن هذه الأطراف الثلاثة وصنفها وبين عاقبة كل صنف منها.

ولا يمكن تصنيف الآيات القرآنية الواردة في ذلك بحسب هذه الأركان، لأن كل آية بإعجازها وعمقها وحيويتها تحوي كل الأركان، وتضم كل الأصناف وتخاطب كل النفوس.

وأكثر ما يشير إليه القرآن الكريم من مواضيع الزينة التي وضعت في القلوب ولم تجبل عليها هي زينة الحياة الدنيا، ويأتي التعبير القرآني عن هذه الزينة، وهو يحمل في كل كلمة منه ما يشير إلى السم الزعاق الذي تحويه هذه الزينة والهلاك العظيم الذي ينتظر الشاربين من ذلك السم، يقول تعالى :﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب﴾ (البقرة:212)

فأول لفظ في الآية هو ( زُيِّنَ ) ويشير بلفظه وروحه إلى أن ذلك المزين قد

اسم الکتاب : لا تفرح المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست