responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفرح المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37

هي الإحباط بكل معانيه الدنيوي والأخروي، والنفسي والاجتماعي.

والقوة الغربية ـ بهذا المفهوم ـ لم تصدر في نزعتها التسلطية التي استعمرت بها العالم وانتهبت بها خيراته وعقوله أجيالا طويلة بالسلاح أو بالديموقراطية أو بالصناديق الكثيرة أو بالمساعدات إلا من روح رومانية لا تزال تجثم على عقولها ومصادر تفكيرها.

وفي الآية بشارة عظمى للذين تلظوا بنار هذه القوى، فمصير الذين استعبدوهم هو الإحباط الذي لا يقتصر على الدنيا، وإنما يشمل الآخرة، و أصل الإحباط ‌ الحبط، وهو أن تكثر الدابة أكلا حتى ينتفخ بطنها، قال a: ( إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم)[1] ، وكأن هذا اللفظ يشير بذلك إلى أن هذه القوى ستنتفخ وتمتلئ زهوا وتعاظما وتسلطا ثم تدمر نفسها بذلك التعاظم، كما تموت الماشية من كثرة أكلها.

وكلما ازداد تعاظمها، وازدادت ثقتها بنفسها قرب موعد هلاكها كما قال تعالى:﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾(يونس:24)

والحصيد هنا، وإن كان يراد به في ظاهر اللفظ هو النبات الذي حصد


[1] الحميدي (740) وأحمد 3/7 (11049) قال: حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. ومسلم 3/100 (2385)

اسم الکتاب : لا تفرح المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست