responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 94

رابعا ـ اللؤم

بعد أن انتهينا من الدراسة في القسم الثالث، وبعد أن رأيت تأثير التعاليم التي بثها المسعودي في نفوس السامعين، سرت مع أهل السوق إلى القسم الرابع، وكان اسمه (قسم اللؤم)، وقد عرفنا أن شيخه هو أبو عبد اللّه الحليمي[1].. وقد عرفنا أنه كأصحابه من الأساتذة عالم من علماء الأخلاق، وعلمنا أنه صنف فيه كتابه (المنهاج في شعب الإيمان)، وقد ذكر أنه دعاه لتأليفه ما رآه من اشتغال جمهور الناس عن العلوم بالتوسع في الأهل والمال، والتهافت في الحرام والحلال والتنافس في رتب الدنيا، والتغافل عن درج الآخرة.. واعتبر أن منبع ذلك كل هو لؤم النفس وخستها.. وقد رشحه هذا الاكتشاف لأن يؤهل للتدريس في هذا القسم.

عندما دخلنا القسم استقبلنا بقوله: أهلا بأصحاب الهمم العالية ممن ترقوا عن درك البهيمية متطلعين إلى حقيقة الإنسان السامية.

قلنا: من العجب أن يختار مثلك اللؤم علما يعلمه، وقسم يدرس فيه؟

قال: إنما اخترت هذا القسم نصحا لعباد الله.. فقد رأيت أن العائق الأكبر المانع من كل كمال هو اللؤم والخسة وصغر النفس وحقارتها.. وقد آليت على نفسي أن أحذر منه ما حييت.

لقد وجدت الكل مطبقا على لوم اللئيم، فرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أفصح الفصحاء، وأحكم الحكماء، اعتبر اللؤم صفة الفاجر، فقالa: (المؤمن غرّ كريم، والفاجر خبّ لئيم)[2]


[1] أشير به الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم، أبو عبد اللّه الحليمي، الشافعي (338 ـ 403 هـ) ولد بجرجان، ونشأ ببخارى، وولي القضاء، تقدّم في المذهب حتى صار شيخ الشافعية بما وراء النهر.

[2] رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.

اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست