responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 9

ألا ترى هؤلاء الحمقى والمغفلين؟

قلت: بل الفقراء والمساكين..

قال: لو لم يكونوا حمقى ومغفلين ما كانوا فقراء ولا مساكين..

قلت: أرى أنك امرؤ عديم الرحمة والمروءة.. أهكذا يتعامل الأغنياء مع الفقراء؟.. أبهذا الازدراء تعاملهم بدل أن تعاملهم بالإحسان، وبما من الله عليك من كرمه؟

قال: لقد جربت ذلك.. فوجدتهم لا يستحقون إلا هذا الجزاء الذي يعيشونه.. إن هذا الواقع المؤلم الذي تراه ليس إلا جريرة آثامهم وصنعة ذنوبهم وصدى ما في نفوسهم من ألوان الإثم والغواية.. ولو أنهم أوقفوا تلك المحركات التي لا تصدر إلا الاثم لحسن حالهم، وارتفع المحق عن معاشهم، ولحلت بدله البركات.

توسمت في الرجل، فرأيت فيه ما كنت أرى في أولياء الله الصالحين الذين تعود معلم السلام أن يرسلهم لي، فقلت له: لا شك أنك من أصحاب معلم السلام.

قال: ومن أنا حتى أكون صاحبه.. أنا لست سوى تلميذ بسيط من تلاميذه.. أو عبد حقير من عبيده.

قلت: فهل لك رسالة منه لي، فقد اشتقت إلى رسائله وحديثه؟

قال: أجل .. رسالتي لك هي قصتي مع هذا السوق.. فإن لي حديثا طويلا مع أهله.. سأحدثك عنه.. فلن يخلص نفسك من الصراع إلا حديثي عنه.

نظر إلى المكان الذي نقف فيه، ثم قال: أما المكان.. فلا أرى مكانا أصلح لما أريد أن أحدثك عنه من هذه السوق..

قلت: من أنت أولا.. فلا يصح أن أسمع حديثا لا سند له؟

اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست