قال الآجري: أجل.. هناك ثمرات كثيرة عاجلة تثمرها ثمرة
الكبر..
منها أن
المتكبر يبتلى بقلة الأنصار والمحبين
الذين قد يستعين بهم على دنياه.. ذلك أن القلوب جبلت على حب من ألان لها الجانب،
وخفض لها الجناح، ونظر إليها من دون لا من علٍ، أما من ترفع عليها واحتقرها أو
ازدراها ونال منها، فإنها تبغضه وتنفر منه، بل وتحاول الابتعاد عنه، وتكون العاقبة
خواء ذات اليد من الأنصار من ناحية، ووقوع الفرقة والتمزق بين من هو نصير وظهير
بالفعل من ناحية أخرى.
وقد لفت القرآن
الكريم النظر إلى هذا الأثر، وهو يتحدث عن المنافقين فقال:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ
لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5)﴾ (المنافقون)
ومنها حرمان المتكبر
من العون الإلهي.. ذلك أن سنة الحق مضت أنه لا يعطى عونه وتأييده إلا لمن هضموا
نفوسهم حتى استخرجوا حظ الشيطان منها، والمتكبرون قوم كبرت نفوسهم، ومن كانت هذه صفته،
فلا حق له في عون أو تأييد إلهي، قال تعالى يشير إلى هذا:﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ
وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)﴾
(آل عمران)
انظروا كيف ربط الله نصره للمؤمنين بحالهم التي كانوا
عليها من المسكنة والتواضع وهضم النفس، وكأن هذه الحال إذا انعدمت أو غابت غاب
معها العون والتأييد.
قال آخر: وعينا
كل هذا.. فحدثنا عن الترياق الذي نداوي به هذا الداء، ونتخلص به من هذه البذرة
الخبيثة.
قال الآجري:
انظروا في أخبار المتكبرين، كيف كانوا؟ وإلى أي شئ صاروا؟.. ابحثوا عن أخبار النمرود
وفرعون وهامان وقارون وأبى جهل وأبى بن خلف وسائر الطغاة والجبارين والمجرمين، في
كل العصور والبيئات، فإن ذلك مما يخوف النفس ويحملها على التوبة والإقلاع، خشية أن
تصير إلى نفس المصير، وكتاب الله تعالى وسنة النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم وكتب