responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58

الكبر:

قال رجل من الحاضرين: وعينا هذا فحدثنا عن الصنم الثاني من أصنام الأنا.. ذلك الذي سميته الكبر.

قال الآجري[1]: التكبر هو إظهار الإنسان إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم وينال من ذواتهم ويترفع عن قبول الحق منهم.

قال الرجل: ففرح الإنسان المجرد بما عنده ليس كبرا؟

قال الآجري: هو ليس كبرا، ولكنه قد يصير عجبا.. وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أنه قال:( لا يدجل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة؟ قال: (إن الله جميل يحب الجمال.. الكبر بطر الحق[2] وغمط الناس[3] )[4]

قال الرجل: أليس التكبر هو العزة؟

قال الآجري: التكبر هو العزة بالباطل، وهي التي أشار إليها قوله تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)﴾ (البقرة)، وقوله تعالى :﴿ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)﴾ (النساء)


[1] من مراجعنا في هذا المطلب كتاب (آفات على الطريق)، للدكتور السيد محمد نوح.

[2] بطر الحق: إنكار الحق ودفعه ترفعاً وتجبراً.

[3] غمط الناس: احتقارهم.

[4] رواه مسلم.

اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست