responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 124

سادسا ـ الفحشاء

بعد أن انتهينا من الدراسة في القسم الخامس، وبعد أن رأيت تأثير التعاليم التي بثها الجاحظ في نفوس السامعين، سرت مع أهل السوق إلى القسم السادس، وكان اسمه (قسم الفحشاء)، وقد عرفنا أن شيخه رجل قدم من الأندلس كان اسمه ابن حزم[1].. وعرفنا أنه صاحب خبرة طويلة في العلوم والأخلاق.. وأنه قدم ليقضي ما بقي من عمره في تلك المدرسة ناصحا لعباد الله ومحذرا لهم مغبة الفواحش والمنكرات.

عندما دخلنا المدرسة استقبلنا بقوله: لا يمكن للقلب المدنس بدنس الشهوات أن يفقه حقيقة الإنسان.. إنه يصير كالبهيمة لا هم له إلا إرواء غليل شهواته.

قلنا: فما السبيل لقطع جذور الشهوات التي تجر إلى الفواحش؟

قال: لقد وجدت من خلال استقرائي للنصوص المقدسة وللشريعة الحكيمة التي أنزلها الله على عباده أن العفة غرفة من غرف الكرامة الإنسانية لها أربعة أبواب من دخلها اعتصم بعصمة الله وحفظ بحفظ الله.

قلنا: قبل أن تحدثنا عنها حدثنا عن السبب الذي جعلك تختار هذا القسم دون سائر الأقسام.

قال: لقد تأملت الحياة، وسبرت أغوارها، فرأيت أن الفواحش هي السبب الأكبر في كل خراب يحل بالعمران، بل رأيتها الجرثومة الكبرى التي تنبت كل أنواع الكفران، وتحطم جميع بنيان الإنسان.


[1] أشير به إلى علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الاَموي بالولاء، أبو محمد الاَندلسي القرطبي، الفارسي الاَصل (384 ـ 456 هـ) مروِّج المذهب الظاهري، ومنقّحه، والمحامي عنه، وناشره في الغرب بعد انحساره عن الشرق. له رسائل كثيرة، منها: (أسماء الخلفاء)، و(الغناء الملهي)، و(الاِمامة)، و(مداواة النفوس)، و(طوق الحمامة)، وقد اخترناه هنا لأجل الرسالتين الأخيرتين.

اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست