responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 116

دماءهم واستحلّوا محارمهم)[1]

وقال يبين العلاقة بين البخل وسفك الدماء: (يتقارب الزّمان، وينقص العلم، ويلقى الشّحّ، ويكثر الهرج) قالوا: وما الهرج؟ قال: (القتل القتل)[2]

بل رأيت أن البخيل قد يصل به بخله إلى أن يبخل بأيسر الأشياء على لسانه كالسلام، وكالصلاة على النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.. ففي الحديث قال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (إنّ أعجز النّاس من عجز عن الدّعاء، وأبخل النّاس من بخل بالسّلام)[3]

وروي أنّ رجلا أتى النّبيّ a، فقال: إنّ لفلان في حائطي عذقا[4]، وإنّه قد آذاني وشقّ عليّ مكان عذقه فأرسل إليه النّبيّ a، فقال: (بعني عذقك الّذي في حائط فلان) قال: لا، قال: (فهبه لي) قال: لا. قال: (فبعنيه بعذق في الجنّة) قال: لا. فقال النّبيّ a: (ما رأيت الّذي هو أبخل منك إلّا الّذي يبخل بالسّلام)[5]

وقال a: (البخيل من ذكرت عنده ثمّ لم يصلّ عليّ)[6]

ولذلك، فقد ورد الوعيد الشديد للبخلاء ينذرهم المغبة التي يوقعهم فيها بخلهم:

ففي القرآن الكريم وجدت هذه الآيات التي تخاطب البخلاء لتملأ قلوبهم رعبا، قال تعالى:﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)﴾ (آل عمران)، وقال:﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ


[1] رواه مسلم.

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] رواه الطبراني في الدعاء، ورواه أبو يعلى موقوفا ورجاله رجال الصحيح.

[4] العذق: العرجون بما فيه من شماريخ الرطب، والعرجون: العود الأصفر الذي يحمل الشماريخ، والحائط: البستان.

[5] رواه أحمد والبزار.

[6] رواه أحمد والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست