responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11

إن المشارق والمغارب ستفد إليهم طلبا لما عندهم.. ولكن قبل أن تسلمهم المال حذرهم من الآفات والموبقات.. وذكرهم بما ورد في الحديث من أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم جلس على المنبر وحوله أصحابه، فقال لهم: (أخوف ما أخاف عليكم، ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا)، قالوا : وما زهرة الدنيا يا رسول الله ؟ قال : (بركات الأرض) قالوا : يا رسول الله، وهل يأتي الخير بالشر؟ قال : (لا يأتي الخير إلا بالخير، لا يأتي الخير إلا بالخير، لا يأتي الخير إلا بالخير، إن كل ما أنبت الربيع يقتل، أو يلم، إلا آكلة الخضر، فإنها تأكل، حتى إذا امتدث خاصرتاها، استقبلت الشمس، ثم اجترت، وبالت، وثلطت، ثم عادت فأكلت، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه، ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه، كان كالذي يأكل ولا يشبع)[1]

قلت: لا عليك يا والدي.. سأؤدي كل ما تطلبه مني..

قلت هذا، ثم أسرعت إلى أهل السوق أفرق عليهم من الأموال ما عساه يحول حالهم ويبدلها وينزع عنهم وعنها تلك الكآبة التي تحيط بهم وبها..

وقد نسيت في غمرة ذلك الكرم العظيم كرما أكرم وأجدى.. نسيت أن أخبرهم بوصية والدي، وبحديث رسول الله a.. وبتلك الحصون القوية التي تحمي نفوسهم من شر الأموال التي تحملها أيديهم..

نسيت ذلك.. أو تعمدت أن أنساه.. لأني لم أكن أود أن أفسد تلك الفرحة التي ملأت أقطار نفسي، وهي ترسل إليهم الأموال كالريح المرسلة.. ولم أكن أود في نفس الوقت أن أمثل دور الواعظ والمعلم.. فقد كان دور الكريم أرفع عندي من دور الواعظ المعلم..

لكن فرحتي لم تستمر طويلا..


[1] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست