responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

بالجزاء على هذا الإيمان، وقد قال تعالى مخبرا عنهم ورادا عليهم:﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ (الحجرات:17)

وهذه المعارف تجعل المؤمن يعيش في استقرار وطمأنية عظيمة، وهو يعلم أن الله الرحمن الرحيم وحده الهادي، فيستهديه في كل أحواله، كما كان a يقول:( اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)[1]

وكان يقول:( اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت)[2]

وأوصى عليا بأنه يقول :( اللهم اهدني، وسددني)، وعلمه ما يستشعره أثناء هذا الدعاء، فقال:( واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد سداد السهم)[3]

بل كما يقول المؤمن في كل صلاة:﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ (الفاتحة:6)

هذه بعض آثار إدراك المؤمن لمشيئة الله المطلقة في الهداية والإضلال، أما علاقة ذلك بالعدل الإلهي والحكمة الإلهية، فسنعرض لها في محالها من الفصلين التاليين.

* * *

وننبه هنا إلى أن هناك فرقا كبيرا بين إرادة الله الشيء ومحبته له أو رضاه عنه، فإن الله أراد كل ما في الكون، لكن محبته ورضاه متعلقان بأمور معينة منه، فقد ذكر الله تعالى أن له الخلق والأمر، كما قال تعالى:﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (لأعراف: 54)


[1] رواه الطبراني في الكبير، والحاكم.

[2] رواه الطبراني في الكبير.

[3] رواه مسلم وأبو داود والنسائي.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست