responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68

هي رفعة القرب من الله لا رفعة المال والجاه، ولهذا، فإن أكثر ما يرد في القرآن الكريم من الرفعة هي رفعة درجات المؤمنين، قال تعالى عن خليله u:﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ (الأنعام:83)،

ومثل ذلك الغني، فإنه يحمد الله على غناه، ولا يستكبر به على غيره، ويعلم بعد ذلك أن هذه الرفعة التي أتيحت له رفعة من الله، ولذلك يتصرف فيها وفق ما أمر الله.

وقد يراد بها ـ بالإضافة إلى هذا ـ طلاقة مشيئة الله في إيتاء الملك من يشاء، ونزعه ممن يشاء، كما قال تعالى عن لوط u:﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:247)

وقال تعالى عن يوسف u:﴿ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ (يوسف:76)، وقال تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (يوسف:56)

وقد يقال هنا: فمادام الأمر بيد الله وبمشيئته لا بيد صناديق الاقتراع أو الانتخابات أو الأحزاب، فلماذا لا يجعل الله تعالى الملك في يد الفئة المؤمنة الطاهرة لينتظم البشر في سلك العبودية لله كانتظام الكون جميعا؟

وهذا السؤال لا يطرحه إلا غافل عن حكمة الله تعالى في التولية والعزل، فإن حكمة الله تعالى اقتضت أن لا يولى على كل قوم إلا ما هو من جنسهم، كما ورد في الحديث

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست