responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 59

وجاء رجل الى النبي a يكلمه في بعض الأمر، فقال الرجل لرسول الله a:( ما شاء الله، وشئت) فقال رسول الله a:( أجعلتني لله عدلا، بل ما شاء الله وحده)[1]

* * *

انطلاقا من هذه الآداب الإيمانية سنرحل ـ بصحبة القرآن الكريم ـ لنرى بعض تفاصيل مشيئته تعالى، فالكلام المجمل قد يكفي العقل، ولكنه يقصر عن ملء الوجدان أو تحريك السلوك.

ولذلك يكثر في القرآن الكريم رد الأمر إلى مشيئة الله بصيغ مختلفة، فتارة يخبر أن كل ما في الكون بمشيئته، وتارة يخبر أنه إن ما لم يشأ لم يكن، وتارة يخبر أنه لو شاء لكان خلاف الواقع، أو لو أنه شاء لكان خلاف القدر الذي قدره وكتبه، فدل كل ذلك على أن كل شيء واقع فبمشيئته، وأن ما لم يقع فهو لعدم مشيئته.

وهذه النصوص التي سنذكرها، وهي نماذج عن غيرها من النصوص ترجع جميعا إلى مقتضيات أسماء الله الحسنى، لأن مشيئة الله الفعلية تابعة لصفات الله، وصفات الله هي ما دلت عليه أسماء الله الحسنى، فلذلك سنذكر المشيئة الإلهية تابعة لبعض الأسماء المقتضية لها، وفيما نذكر من الأسماء إشارة إلى غيرها من الأسماء التي لا بد أن تكون لها مقتضياتها[2].

إرادة الخالق البارئ المصور:

من أسماء الله تعالى الخالق البارئ المصور، وهي أسماء تدل على طلاقة القدرة في الإبداع والاختراع بمستوياته الثلاثة: التقدير وهو ما يدل عليه اسم الخالق، والإيجاد على وفق التقدير وهو ما يدل عليه اسم البارئ، والتصوير بعد الإيجاد، وهو ما يدل عليه اسم المصور.


[1] رواه الحاكم عن ابن عباس.

[2] انظر فصل (الحكمة) من هذه الرسالة.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست