responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 579

وقد رد ابن القيم على استدلالهم بأنه لو أريد بالآية بيان عدم انتهاء مدة العذاب لم يقيد بالأحقاب، فإن ما لا نهاية له لا يقال هو باق أحقابا ودهورا وأعصارا أو نحو ذلك، ولهذا لا يقال ذلك في نعيم أهل الجنة، ولا يقال للأبدي الذي لا يزول هو باق أحقابا أو آلافا من السنين.

الدليل الثاني:

وهو مستند إلى أن المقادير جميعا قائمة على أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، فلا يشذ شيء عن هذه الأسماء، وأول ذلك أن الله تعالى تسمى بالغفور الرحيم، ولم يتسم بالمعذب ولا بالمعاقب، بل جعل العذاب والعقاب في أفعاله، فهو فعل لا وصف.

وهذا التفريق واضح في القرآن الكريم، ومنه قوله تعالى:﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الحجر:49) ثم قال بعدها:﴿ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾ (الحجر:50)

ومثل ذلك قوله تعالى:﴿ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيم﴾ (الأنعام: 165)

ومثله قوله تعالى:﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (الأنعام:147)

ومثله قوله تعالى:﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾ (البروج:12) ثم قوله بعدها:﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ﴾ (البروج:14)

ومثله قوله تعالى:﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ (غافر:3)

ثم إنه تعالى يتمدح في أسمائه الحسنى بالعفو والمغفرة والرحمة والكرم والحلم، ويتسمى بها، ولم يتمدح بأنه المعاقب ولا الغضبان ولا المعذب ولا المسقم.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 579
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست