responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 575

مؤمناً متعمداً؟ فقال: جزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب اللّه عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً، قال: افرأيت إن تاب وعمل صالحاً ثم اهتدى؟ قال ابن عباس: ثكلته أمه وأنى له التوبة والهدى؟ والذي نفسي بيده لقد سمعت نبيكم a يقول: ثكلته أمه قاتل مؤمن متعمداً، جاء يوم القيامة أخذه بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه من قبل عرش الرحمن، يلزم قاتله بشماله وبيده الأخرى رأسه يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني، وإيم الذي نفس عبد اللّه بيده لقد أنزلت هذه الآية فما نسختها من آية حتى قبض نبيكم a وما نزل بعدها من برهان)[1]

فهذه النصوص مع ما تواترت به الأحاديث عن رسول اللّه a من أنه يخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان يدل على أن الخلود لا يعني بالضرورة الأبد.

فنحن بهذا – كما يرى ابن القيم- بين أن نقول بخلود عصاة الموحدين في النار، وبين أن نعتبر أن لفظ ( الخلود) لا يدل بالضرورة على الأبد الذي لا نهاية له، والقول الثاني أهون من القول الأول.

قد يقال هنا: فأهل الجنة كأهل النار إذن، فلا خلود للطرفين، ما دامت النصوص الدالة على الخلود واحدة.

والجواب عن هذا – كما يذكر ابن القيم- أن الله تعالى خص أهل الجنة بما يدل على الخلود الحقيقي الذي هو الأبد الذي لا نهاية له، ومن ذلك قوله تعالى:﴿ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ﴾ (صّ:54)، وقوله تعالى عن نعيم الجنة:﴿ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ (هود: 108)، وقوله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾


[1] رواه ابن جرير.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست