responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 530

يمتخطون ولكن طعامهم ذلك جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس) [1]

فالنفس الذي هو نوع من النعيم الحسي، بل لا يقوم الحس إلا به هو نفس التسبيح الدال على المعرفة بالله، فلذلك لايغفلون عن الله طرفة عين ولا أقل من ذلك.

2 ـ رحمة الأبرار:

الأبرار هم أصحاب القلوب الطاهرة الذين لاح لهم فضل الله في أعمال البر، فأسرعوا إليها يتسابقون في الاستزادة منها، فكان منهم السابق بالخيرات، وكان منهم المقصر المقتصد فيها.

والفرق بينهم وبين المقربين أن المقرب لاح له نور الحق، فأسرع بالتقرب إليه، ومعرفته ومحبته غافلا عما أعد له من فضل، مقدما الجار على الدار، أما الأبرار، فهم كالتجار يعملون الطاعات، وينتظرون العوض، أو يتوسعون في البر طمعا في الفضل.

فالأبرار تعرفوا إلى الله الرحيم الجواد الحكيم، فأسرعوا إلى ما في يديه الكريمتين ينهجون ما اقتضته حكمته من أسباب أو أمارات، ففضل الله هو داعيهم إلى الله.

أما المقربون فداعيهم إلى الله هو الله، فهم مكتفون بالله منشغلون به عن فضله من غير استغناء منهم عن فضله.

ولا فرق في الأعمال بين المقربين والأبرار، بل قد يكون بعض الأبرار أكثر أعمالا من المقربين، لأن البر ينظر إلى العمل، فيستزيد منه، أما المقرب فهو مشغول بقيمة العمل عن العمل.


[1] رواه أحمد ومسلم وأبو داود.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 530
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست