اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 477
ولهذا أخبر تعالى
أن كل ما يحصل في الأرض من مشاق هو نتيجة حتمية للذنوب، على حسب ما يقتضيه العدل
الإلهي والحكمة الإلهية، التي رتبت المشقة على المعصية، كما رتبت الراحة على
الطاعة، قال تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا
لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا
فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ (لأعراف:96)
وقال تعالى عن أهل الكتاب:﴿ وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ
أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ
لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ
مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾ (المائدة:65 ـ
66)، أي لو أنهم عملوا بما في الكتب التي بأيديهم عن الأنبياء، على ما هي عليه من
غير تحريف ولا تبديل ولا تغيير، لقادهم ذلك إلى اتباع الحق والعمل بمقتضى ما بعث
اللّه به محمداً a، فإن كتبهم ناطقة بتصديقه
والأمر باتباعه حتماً لا محالة.
وهو ما أشار إليه
سقوط آدم u من الجنة، حيث كان يجد كل شيء في غاية الجمال
والمتعة واليسر، حيث خوطب من الحق تعالى:﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ
فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى
(119)﴾ (طه)
ولكنه مباشرة بعد
شرب كأس اللذة، أصابه شؤمها فسقط عنه لباس الرخاء ليلبس لباس التعب والعناء، قال
تعالى:﴿ فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا
يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ
فَغَوَى﴾ (طـه:121)
وأخبر تعالى عن
جزائه للذين:﴿ أَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾ (الفجر: 12) ﴾ بأنه:﴿ صَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ (الفجر:
13)
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 477