responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 474

وهكذا جميع أجهزة الجسم.. كلها تصيح بلسان فصيح مخبرة عما أودع الله فيها من رحمته بعباده.

2 ـ الرحمة الممزوجة:

وهي الرحمة التي مزجت بعجين الآلام، أو هب عليها بعض فيح جهنم، وهي رحمة يرسلها الله ليطهر من تدنست روحه، أو يرفع من تثاقل سره، أو يبرز عن حقيقته من تعفنت فطرته.

وهنا يقول الغافل أو الجاحد: فلماذا تمزج هذه الرحمة بما يكدرها، ويحيلها في الأعين آلاما وشرا ينزه الإله عنه؟

والجواب عن ذلك ـ ابتداء ـ هو أن الآلام التي مزجت بهذه الرحمة، والشر الذي خلط بها لا ينسب إلى الله، فليس من الله إلا الخير، وقد قال a:( لبيك وسعديك، والخير فى يديك، والشر ليس إليك) [1]

ولهذا ينزه الله تعالى في الأسلوب القرآني من نسبة الشر إليه، ومنها قوله تعالى:﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ (الفاتحة:7)، فإنه تعالى ذكر النعمة فأضافها إليه ولم يحذف فاعلها، ولما ذكر الغضب حذف الفاعل، وبنى الفعل للمفعول، فقال:﴿ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾، وقال في الإحسان:﴿ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾

ومنها قول إبراهيم الخليل u:﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ (الشعراء:78 ـ80)، فنسب الخلق والهداية والإحسان


[1] رواه أحمد ومسلم.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 474
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست