responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 462

وأخر تسعا وتسعين، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة) [1]، فقد أخبر a أن هذه الرحمة هي طباق ما بين السماء والأرض، ومع ذلك فهي رحمة واحدة.

وأخبر a أن من مظاهر هذه الرحمة عطف الوالدة على ولدها.

فكل ما نراه إذن من مظاهر الرحمة، حتى الرحمة التي نجدها في قلوبنا وتدمع لها أعيننا وترق لها أفئدتنا هي من رحمة الله لا من رحمة قلوبنا.

ومظاهر رحمة الله في هذه النشأة لا نهاية لها ولا حدود تحدها، ولا يمكن إحصاؤها، فكيف نحصي اللانهاية، وكيف نحد اللامحدود؟

ولذلك يخبرنا القرآن الكريم عن مظاهر الرحمة الإلهية الكثيرة لننتقل من التفصيل إلى التحقيق، ومن المظاهر إلى المظهر الظاهر.

ويخبرنا تعالى أن خزائن الرحمة بيده، وأنه لا يتصرف فيها غيره، لنتوجه إليه وحده في طلبها، قال تعالى:﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً﴾ (الاسراء:100)، وقال تعالى:﴿ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ﴾ (صّ:9)

ولذلك، فإن مفاتيح كل ما نراه من رحمة هو بيد الله تعالى، كما قال تعالى:﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (فاطر:2)

ولذلك، فإن العارفين بتفرد الله بالرحمة الشالمة الواسعة يتوجهون إليه وحده في طلبها، قال تعالى:﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر:9)


[1] رواه الحاكم.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست