اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 407
ومنها أن اعتقاد
ملكية الله لكل شيء تخفف ذلك الحزن الذي يعتري القلوب عندما تفقد عزيزا عليها كان
وهمها يصور لها ملكيته له، فإذا ما فقد منها عرفت أنه كان مجر عارية من الله لها،
ولهذا نجد الاقتران في القرآن الكريم بين الملك ورحعة الأمور إلى الله، كما قال تعالى:﴿ لَهُ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾
(الحديد:5)
ولهذا أخبر تعالى
عن الصابرين أنهم يعزون أنفسهم بهذا المعنى، كما قال تعالى:﴿ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (البقرة:155 ـ 156)، فهؤلاء الصابرون
الموقنون بالله عرفوا أنهم وما يملكون ملك لله، فلذلك كان هذا المعنى هو علاج حر
المصيبة التي ابتلوا بها.
وقد قال a مبينا آثار الرجوع إلى الله في هذا الحال:( ما من أحد تصيبه
مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني مصيبتي وأخلف لي خيرا منها
إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها) [1]
ومنها الشعور
بالغنى بالله، فلذلك لا يخاف، وهو يعلم أن رزق الله المستمد من مالكيته للأشياء لا
ينفذ، ولذلك قال a لبلال :( أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا) [2]
وقد حكى الله تعالى
وهم المنافقين الذين كانوا يتصورون الرزق بأيدي الخلق، فقال تعالى:﴿ هُمُ
الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى
يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ﴾ (المنافقون:7)