اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 373
لكن ألم يجعل الله تعالى
من الوسائط ما يبلغنا أمره، ويعلمنا بمحابه ومراضيه، وما يأمر به وما ينهى عنه،
وما أعده لأوليائه من كرامته، وما وعد به أعداءه من عذابه؟
وهل يمكننا أن نعرف
الله، أو نعرف أسماءه الحسنى وصفاته العليا التي تعجز العقول عن معرفتها من غير
توسط الرسل ـ عليهم السلام ـ الذين أرسلهم الله الى عباده؟
بل قد أخبر القرآن
الكريم عن جعل هذه الوسائط، فقال تعالى:﴿ يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ
مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ (لأعراف:35)، وقال تعالى:﴿ قُلْنَا
اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ
هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (البقرة:38)، وقال
تعالى:﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا
يَشْقَى﴾ (طـه:123)
وأخبر تعالى أنه
يصطفي هؤلاء الوسائط من خلقه، قال تعالى:﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ
الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾
(الحج:75)