responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 370

وإنما اقتضت حكمة الله أن ينفع بعضهم بعضا، ويعرف بعضهم أقدار بعض.

القيوم:

وهو يدل على أن الله تعالى هو القائم بتدبير ما خلق، من دون أن يكل ذلك إلى الوسائط، كما قال تعالى:﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ (البقرة: 255)، وقال تعالى:﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (آل عمران:18)، وقال تعالى:﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ (الرعد:33)

أي هو تعالى القائم بنفسه الذي لا يحتاج في قوامه إلى وجود غيره، ولا يشترط في دوام وجوده وجود غيره، ومع ذلك فهو مستغن عن الوسطاء يقوم به كل موجود، حتى لا يتصور للأشياء وجود ولا دوام وجود إلا به.

ولهذا رتب الله تعالى على ذكر اسميه ( الحي القيوم) ما يترتب عليهما من قيامه بخلقه.

الغني

فالله تعالى هو الغني بذاته عن الوسطاء، ولهذا ذكر الله تعالى هذا الاسم الكريم للرد على زعم المشركين أن الله قد اتخذ ولدا، كما قال تعالى:﴿ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ (يونس:68)

فاتخاذ الولد أو الوسطاء دليل على الفقر والحاجة، ووحدانية الله تتنافى مع ذلك.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست