responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 361

وأجاب عنهم المشركون الذين اتخذوا آلهة أخرى يما كانوا يقولون في تلبيتهم، وهم يطوفون بالبيت:( لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك) وبما أخبر عنهم القرآن الكريم من قولهم:﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ (الزمر: 3)

وقد رد القرآن الكريم على هذه الإجابات جميعا وأخبر أن كل ذلك من وحي الأهواء والوساوس، وأن الله أعظم من أن يحتاج إلى الوسائط، قال تعالى:﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (يونس:18)

وضرب لهم تعالى مثلا من أنفسهم، فقال:﴿ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُم﴾ (الروم: 28) أي أيرضى أحدكم أن يكون عبده شريكاً له في ماله فهو وهو فيه على السواء تخافون أن يقاسموكم الأموال، فإن أنف أحدكم من ذلك فكيف تجعلون للّه الأنداد من خلقه؟

وقد رد الله على بعض العقائد التي تعتقد في الوسيط ليجعلها نماذج للرد على جميع الأديان الوسيطية:

ومن ذلك أن المشركين الذين زعموا أن الملائكة بنات الله، وأنهم وسطاء بينه وبين خلقه، رد عليهم تعالى بقوله:﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ﴾ (النحل:62)، فهم يجعلون لله البنات الذين يكرهونهم، كما قال تعالى:﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ (النحل:58)

وأخبر أنهم في الحقيقة يعبدون الجن، فإن الشياطين قد تخاطبهم وتعينهم على أشياء، فيعبدونهم متوهمين أنهم يعبدون الله، ولهذا تتبرأ الملائكة يوم القيامة من عبادتهم، كما قال تعالى:﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست