responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 359

ولذلك أخبر تعالى عن النتيجة التي يؤول إليها الكون لو ترك التصرف فيه لآلهة متعددة، فقال تعالى:﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (الانبياء:22)

ومما يؤكد هذا الاحتمال البعيد المستحيل ما نرى في واقعنا من انهيار الدول العظيمة، والامبراطوريات الضخمة من أجل صراع بين فرعونين كلا منهما يسعى إلى السلطة، فيسحق من تحته آلاف الآلاف بلا مبالاة من أجل ذلك المغناطيس الذي يجذبه إلى ألوهية السلطة.

فلذلك كان من رحمة الله أن جعل كل شي له، ولم يجعل شيئا من أمر الخلق لغيره.

ولهذا أخبر تعالى أنه لو جعلت خزائن الرحمة بيد الخلق لأمسكوا خشية الإنفاق، قال تعالى:﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً﴾ (الاسراء:100)

وبمثل ذلك أخبر تعالى عن إمساكه لتماسك السموات والأرض وانتظامهما، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾ (فاطر:41)، ولو ترك الأمر لغيره لما أطاق ذلك.

وبناء على هذا، فإن ( الله) على حسب فهم العارفين المستمد من النصوص المقدسة هو الإله الذي يتولى بذاته وبمقتضيات أسمائه الحسنى كل ما في الكون من خلق وأمر، على خلاف ما يفهم المحرفون لدين الله، أو المعتمدون على العقل المجرد من أن الله خلق الكون واعتزل عنه منشغلا بذاته ليترك التدبير للعقول والأفلاك.

وبما أن الحديث عن الوحدانية يستلزم الحديث عن الوسائط، وبما أن هذا الحديث أساء الكثير فهمه، فراح من خلاله يتهم بالشرك كل من قال بواسطة من الوسائط

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست