اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 328
عامل رادع بناء، قادر
على أن يجعل من الفرد المجرم المذنب فردا صالحا، وانطلاقا من هذا الفهم نجد أن
مختلف قوانين العالم وضعت فسحة أمل أمام المحكومين بالسجن المؤبد باحتمال العفو
بعد مدة إن أصلحوا انفسهم، كي لا يتسرب اليأس إلى نفوسهم بذلك ويتبدلوا الى عناصر
خطرة داخل السجن أو يصابون باختلالات نفسية)[1]
4 ـ التوافق
الصفة الرابعة
للجزاء الإلهي هي أنه جزاء متوافق تماما مع نوع العمل، كما قال تعالى:﴿
جَزَاءً وِفَاقاً ﴾ (النبأ:26)، أي: هذا الذي صاروا إليه من هذه العقوبة
وَفق أعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدنيا [2].
بل إن النصوص
الكثيرة تدل على أن الجزاء المعد في الآخرة هو الصورة المجسدة للكسب، كما قال تعالى:﴿ قَدْ
خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ
السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ
يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾
(الأنعام:31)
وقد ورد في بعض الآثار
في تفسير هذه الآية:( يستقبل الكافر أو الفاجر عند خروجه من قبره كأقبح صورة
رأيتها أنتنه ريحاً، فيقول: من أنت؟ فيقول: أو ما تعرفني؟ فيقول: لا واللّه، إلاّ أنَّ
اللّه قبح وجهك وأنتن ريحك، فيقول: أنا عملك الخبيث، هكذا كنت في الدنيا خبيث
العمل منتنه، فطالما ركبتني في الدنيا، هلم أركبك)[3]