responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 319

وقد اختلفت الآثار فيما يكتب من أعمال الإنسان، هل ما يتعلق منه بالجزاء فقط، أم كل أعماله، :

فذهب فريق من العلماء إلى أنه يكتب على الإنسان كل شيء حتى الأنين في مرضه، وقد ذكر عن بعضهم أنه كان يئن في مرضه، فقيل له: يكتب الملك كل شيء حتى الأنين [1]، فلم يئن حتى مات.

وذهب آخرون إلى أنه لا يكتب إلا ما يؤجر به أو يؤزر عليه.

وذهب ابن عباس إلى قول وسط، وهو أنه يكتب كل شيء، ثم يمحى ما لا علاقة له بالتكليف، قال ابن عباس:( يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، حتى أنه ليكتب قوله: أكلت، شربت، ذهبت، جئت، رأيت. حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله، فأقَّر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقي سائره، وذلك قوله U:) يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد:39)

وقيل:( يكتب عليه كل ما يتكلم به، فإذا كان آخر النهار محي عنه ما كان مباحا، نحو أنطلق أقعد كل مما لا يتعلق به أجر ولا وزر)

ونرى ـ والله أعلم ـ انطلاقا من عموم النصوص أن هؤلاء الكتبة يكتبون كل شيء، لأن سيرة الإنسان بمجموعها هي التي تعبر عن حقيقته، وتعبر في نفس الوقت عن الملابسات المرتبطة بأدائه للتكاليف.

ونرى ـ كذلك ـ والله أعلم، أن هذه الكتابة أشبه بتصوير الواقع منها إلى الكتابة الوصفية، وربما تكون الكاميرا التي تصور الظاهر والباطن بحيادية تامة أقرب تشبيها من التسجيل الوصفي التعبيري الذي قد تدخل الذاتية في تعبيراته.


[1] هذا بناء على كون الأنين شكوى، أما الأنين المجرد، والذي ينفس به المريض عن آلامه، فلا حرج فيه.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست