اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 297
وفي الحديث الآخر
في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجاً منها، أن اللّه يأخذ عهوده ومواثيقه أن
لا يسأل غير ما هو فيه، ويتكرر ذلك مراراً، ويقول اللّه تعالى:( يا ابن آدم ما
أغدرك!) ثم يأذن له في دخول الجنة[1].
زيادة على ذلك ما
ثبت في النصوص الكثيرة من الامتحانات والأسئلة التي يتعرض لها أهل القبور.
أما الاعتراض الثالث،
فهو تصور استحالة أن يكلفهم اللّه دخول النار، لأن ذلك ليس في وسعهم.
وهذا الاعتراض أيضا غير
صحيح لأن ذلك في وسعهم من جهة، وهو مع مشقته لا يختلف كثيرا عن الكثير من التكاليف
التي يطلب بها الفوز بسعادة الأبد:
ومنها أن الله تعالى
يأمر العباد يوم القيامة بالجواز على الصراط، وهو جسر على جهنم أحد من السيف وأدق
من الشعرة، ويمر المؤمنون عليه بحسب أعمالهم كالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل،
والركاب، ومنهم الساعي ومنهم الماشي، ومنهم من يحبو حبواً، ومنهم المكدوش على وجهه
في النار، وليس ما ورد في أولئك بأعظم من هذا بل هذا أطم وأعظم.
ومنها ما ثبت في السنّة
بأن الدجال يكون معه جنة ونار، وقد أمر a المؤمنين الذين
يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار فإنه يكون عليه برداً وسلاماً[2]، وهذا يشبه إلى حد كبير هذا الامتحان الذي تعرض له هؤلاء.
ومنها أن الله تعالى
أمر بني إسرئيل أن يقتلوا أنفسهم، فقتل بعضهم بعضاً حتى قتلوا فيما قيل في غداة
واحدة سبعين ألفاً، يقتل الرجل أباه وأخاه وهم في عماية غمامة أرسلها اللّه عليهم،