اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 294
فيقول: اذهبوا
فادخلوا النار، ولو دخلوها ما ضرهم، فتخرج عليهم قوابس [1] يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله عز وجل من شيء،
فيأمرهم فيرجعون سراعا يقولون: خرجنا يا رب وعزتك نريد دخولها، فخرجت علينا قوابس
ظننا أنها قد أهلكت ما خلق الله عز وجل من شيء، فيأمرهم الثانية، فيرجعون كذلك
فيقولون مثل قولهم فيقول الله عز وجل سبحانه: قبل أن تخلقوا علمت ما أنتم عاملون
وعلى علمي خلقتكم وإلى علمي تصيرون ضميهم، فتأخذهم النار.
ومنها قوله a:( إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على
ظهورهم، فيسألهم ربهم عز وجل فيقولون: لم ترسل إلينا رسولا ولم يأتنا لك أمر، ولو
أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك، فيقول ربهم: أرايتم إن أمرتكم بأمر تطيعونه؟
فيقولون: نعم، فيأمرهم أن يعبروا جهنم فيدخلونها فينطلقون حتى إذا دنوا منها سمعوا
لها تغيظا وزفيرا فيرجعون إلى ربهم فيقولون: ربنا أخرجنا منها، فيقول: ألم تزعموا
أني إن أمرتكم بأمر تطيعوني، فيأخذ على ذلك من مواثيقهم فيقول: اعمدوا لها
فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا فقالوا: ربنا! فرقنا منها ولا نستطيع أن ندخلها،
فيقول: ادخلوها داخرين)، قال رسول الله a:( فلو دخلوها
أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما)[2]
وقد تكلم العلماء
بالإنكار على هذه الأحاديث واعتبارها من الضعف بحيث لا تنهض للاستدلال بها، وقد رد
ابن كثير على ذلك بقوله:( إن أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح كما قد نص على ذلك
كثير من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو