responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 285

ومنها ما وري أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار، فلما قضى دعاه فقال:( إن أبي وأباك في النار) [1]

وأول نقد يتوجه إلى هذين الحديثين هو أنهما معلولان.. وانتفاء العلة من شروط الحديث الصحيح.

وأول علة في هذين الحديثين، وأخطر علة معارضتهما لصريح القرآن الكريم كقوله تعالى:﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ (الاسراء: 15)

وقال تعالى:﴿ ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ﴾ (الأنعام:131)، فقد اعتبر الله تعالى إهلاك القرى من غير نذير ظلما.

وقال تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى ﴾ (طـه:134)، أي أن الحامل على إرسال الرسل تعللهم بهذا القول واحتجاجهم به.

واعتبر القرآن ذلك من العدل الإلهي، فقال تعالى:﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)﴾ (الشعراء)، فقوله ﴿ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ دليل على أن إهلاك القرى من غير أن يرسل إليهم النذر ظلم يستحيل على الله تعالى.

وذكر الله سنته مع القرى في هذا، فقال:﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾ (القصص:59)

وغيرها من الآيات التي تخبر بأن الله لا يعذب أحدا إلا بعد أن يقيم الحجة عليه.


[1] رواه مسلم.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست