responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27

فالتسبيح هو تنبيه العقل إلى عدم حد الله بأي حدود، فالله هو الواسع المحيط بكل شيء.

* * *

بعد هذا نتساءل عن علاقة هذا بالقدر.. أو ما الذي يؤسسه هذا النوع من الإيمان في النفس والعقل والقلب من حقائق القدر؟

والجواب عن ذلك هو أنه من الشبه الكبيرة التي قد تسيطر على النفس ـ وربما لا يستطيع اللسان أن يعبر عنها حياء أو أدبا أو خوفا من الكفر والضلال والبدعة ـ هو تصور المحدودية في علم الله، باعتبار أن المعلومات التي ينتظمها هذا الكون من السعة بحيث لا يتصور لها نهاية.. والعقل الإنساني يتيه لا محالة عند الوصول إلى هذه الغاية.. ولذلك يحكم عليها ـ شعر أو لم يشعر ـ بالاستحالة.

وانطلاقا من دنس هذا التشبيه يقع في أنواع أخرى من الدنس تحول بينه وبين فهم القدر الإلهي وتذوقه.

ولهذا كان هذا النوع من العلم هو اللبنة الأولى التي يتأسس عليها الإيمان بالقدر.

2 ـ خبرة العليم:

الفرق الثاني بين علم الله وعلم خلقه، والذي نحتاجه لإدراك سر التوحيد في القدر، هو أن علم الله محيط بالمعلوم، يعلم ظاهره وباطنه، ومكشوفه وغامضه، وسره وعلانيته، فينكشف له انكشافا تاما بخلاف علم الخلق المحدود، والذي يعلم من الأشياء ما تقتضيه مصلحته منها، فلا يعدوا أن يعرف الأعراض والظلال دون الحقائق والجواهر، ولذلك عبر القرآن الكريم عن العلوم التي وهبها لآدم u بكونها أسماء، قال تعالى:﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (البقرة:31)

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست