اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 188
فقد وجدوا أن
منزلة العدد (28) ليس فيها كوكب، بل يأتي ن بعد المريخ صاحب العدد(16)، كوكب
المشتري الذي هو صاحب العدد (52).
فما هو السر في هذا
الفراغ؟ إما أن تكون النسبة التي اكتشفوها غير مطردة وإما أن يكون هنالك كوكب غير
منظور في مرتبة العدد (28) على 252 مليون ميل عن الشمس، أي بين المريخ والمشتري.
ومن عجائب النظام
الباهر أنهم وجدوا أخيراً في هذا الفراغ الشيء الذي قدّروا أنه لابد من وجوده. ولكنهم
لم يجدوه كوكباً كبيراً بل وجدوا كويكبات صغيرة كثيرة تدور كلها في الفراغ المذكور
الذي بين المريخ والمشتري أي في نفس المنزلة التي حسبوها من قبل فارغة.
وكل هذه الحقائق
التي ظفر العلم ـ بفضل ما أتيح له من وسائل ـ ببعض تجلياتها مما نص القرآن الكريم
على اعتباره من تصريف الله لكونه وضبطه له بالموازين التي يقتضيها العدل، وكلها
مما ينص على قوانينها قوله تعالى:﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ
تَقْدِيراً﴾ (الفرقان: 2)، وقوله تعالى:﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ
وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (الأنعام:96)، وقوله تعالى:﴿ وَالشَّمْسُ
تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾
(يّـس:38)
وبهذا النظام
الدقيق والموازين المضبوطة قدر الله السموات جميعا منذ ابتداء خلقها، قال تعالى:) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى
فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ
وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ (فصلت:12)
* * *
وكما أن كل شيء من
الكائنات ينطق متحدثا بلسان بليغ عن عدل الله، فإن هناك عالما آخر، لا يقل شأنا له
دلالته الكبرى على عدالة الله المطلقة، وهي عدالة الأمر الإلهي، فلله
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 188